الجمعة، 19 يونيو 2009

محاضرات : أمن وإيمان

محاضرات : أمن وإيمان
خطبة للشيخ خالد الفزي




إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له من دون الله وليا مرشدا واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا شبيه ولا مثيل له واشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفوته من خلقه أجمعين صلوات ربي وسلامه عليه ثم أما بعد .
أيها الأحبة الكرام أيها الأخوة الفضلاء النبلاء الكرماء إنها الوصية التي هي للخير جامعة وعن الشر في الدنيا والآخرة مانعة إنها وصية الله لمن أراد أن يعيش سعيدا ويكون عزيزا إنها وصية الله بتقواه جل جلاله وتقدست أسماءه (يا أيها الذين آمنوا) وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه (إذا سمعت يا أيها الذين آمنوا فأرعها سمعك فإنما هو خير تأمر به أو شر تنهى عنه) (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون) اتقوا الله حق تقاته كيف أكون تقيا حق التقوى ؟ قال عبدالله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه (تقوى الله حق تقاته أن يذكر قلا ينسى وأن يطاع فلا يعصى وأن يشكر فلا يكفر) هذه من جمعها كان تقيا كما ينبغي ذاكرا لله لا يفتر لسانه عن الذكر طائعا لله في ليله ونهاره شاكرا لنعم الله التي انعم بها عليه (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد) يوم القيامة قال عنه غدا لأنه قريب كل ما هو آت فهو قريب والأيام سريعة المرور بل السنوات ما أسرع أن تمضي السنة تتلوها الأخرى فالسنة كالشهر والشهر كالأسبوع والأسبوع كاليوم واليوم كالساعة والساعة كإحراق السعفة من علامات القيامة قيوم القيامة أقرب ما يكون والسعيد من استعد له بتقوى الله جل جلاله وتقدست أسماءه اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ما هو الزاد الذي قدمته لذلك اليوم العظيم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم يا من تبحث عن السعادة إن السعادة أن تكون تقيا ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد يا من تريد النجومية والبطولة إنها بتقوى الله ليس من يقطع طرق بطلا إن من يتقي الله البطل إن من يتقي الله البطل إن من يتقي الله البطل نعم يا عبدالله تريد أن تكون نجما عند الله وعند عباد الله المؤمنين صفوة الناس وصفوة الخلق كن تقيا كن تقيا تكن ذا رفعة ذا منزلة ذا مكانة ذا شرف ذا مهابة في الدنيا والآخرة وهذه وصية نبينا صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل ومعاذ بن جبل على صغر سنه إلا أنه يأتي يوم القيامة يسبق العلماء برتوة معاذ بن جبل اعلم الأمة بالحلال والحرام اسلم وهو في الثامنة عشر من عمره ومات على الصحيح وهو في الثامنة والعشرون من عمره أي لم يعش في الإسلام إلا عشر سنين جعلت منه اعلم الأمة بالحلال والحرام فكم من إنسان ليس له في دين الله إلا اشهرا أو سنوات قليلة إلا انه نجم بما يحمل في قلبه من هم الإسلام والدعوة ونشر العلم والإصلاح بين الناس والدعوة لإصلاح ما يفسده المفسدون وكم من إنسان متبلد له سنين عددا لم يصلح شيئا لم يدعوا إلى الله لم يأمر بالمعروف لم ينهى عن المنكر فنبينا صلى الله عليه وسلم يوصي معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه لما أرسله لليمن فيقول له (يا معاذ اتقي الله حيثما كنت) في أي مكان في أي زمان في أي مناسبة مع كل الناس اتقي الله اتقي الله يا عبدالله (اتقي الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) بعد هذه الوصية الخالدة التي ينبغي أن نعتني بها في كل لقاء وان نعتني بها في كل مجلس وان ننقلها لكل من نحب تعالوا معي أيها الأخوة الفضلاء أيها الأحبة الكرماء تعالوا معي إلى موضوع حساس إلى موضوع الساعة إلى موضوع هو محط عناية كل مسلم بل كل عاقل يعتني به كل موفق كل من كان له عقل أو ألقى السمع وهو شهيد هذا الموضوع هو حديث مجالس الناس اليوم وكتابات الصحف اليوم ومقالات الإعلاميون وقل أن تجد مجتمع إلا وهم يتحدثون في هذا الموضوع إنه موضوع الأمن.
الأمن الذي يطلبه كل مسلم ويحرص عليه كل عاقل ويبحث عنه كل منصف ولكني هنا انتقل بكم إلى كلام الله جل جلاله وتقدست أسماءه إذ أن الناس يرسمون للأمن طرقا والطريق المسدد والطريق الموفق والطريق الذي لا غبار فيه ولا شبه عليه هو الطريق الذي يرسمه ربنا في كتابه فتعال معي إلى آية واحدة والآيات في هذا الموضوع كثيرة والأحاديث مثل ذلك ولكن مضنة بوقتكم وحتى لا نطيل عليكم نقرأ معكم ونتأمل معكم ونتدبر معكم آية واحدة من سورة الأنعام الآية الثانية والثمانون فقد ذكر لنا ربنا سبحانه وتعالى أن للأمن طريقين طريقان للأمن طريقان للأمن ما استمسك بهما عبد من عباد الله ولا مجتمع إلا ساد الأمن فيه والاستقرار فتأمل معي يا رعاك الله قال تعالى : (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) طريقين وثمرتين أما الطريقان فإيمان وعدل والثمرتان أمن وهداية إن الذين آمنوا الذين آمنوا أي حققوا الإيمان حققوا الإيمان بقلوبهم إيمانا حقيقيا على قواعد أهل السنة والجماعة فإن أهل السنة والجماعة في الإيمان يقولون : هو اعتقاد في القلب فقط ؟ لا هذا جزء من الإيمان يعتقدون في قلوبهم ما اخبر الله به في كتابه وما أخبر به نبيه في سنته أن ذلك صدق حق لا شك فيه لا مرية فيه فلا تردد ولا ريب أن كل ما اخبر به ربنا في كتابه أو أخبر به نبينا في سنته انه حق لا شك فيه ولا ريب فإعتقاد بالقلب ويعتقدون بقلوبهم بأركان الإيمان الست الذي أصلها وأساسها
الإيمان بالله وبربوبيته وانه هو الرب الخالق الرازق الفاطر الذي يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه على كل شيء قدير وانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وان أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون وانه هو الذي يغني من يشاء ويفقر من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ويحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شي قدير ويؤمنون بألوهيته وانه لا يستحق أن يعبد وان يصرف له شيء من العبادة الظاهرية أو الباطنية العبادة القليلة أو الكثيرة في السر أو في العلن قولية أو عملية لا يستحق أن يصرف شيء من ذلك إلا له وحده لا شريك له ويؤمنون بأسمائه الحسنى وأنها بلغت في الحسن المنتهى وصفاته العلا التي ليس فيها نقص ولا خلل وهي تدل على أكمل المعاني وأشرفها وأعظمها وأزكاها .
ويؤمنون أن لله ملائكة وان الله خلقهم من نور وانه لا يعلم عددهم إلا هو سبحانه وتعالى وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وان لهم في الخلقة صور شتى ذوي أجنحة مثنى وثلاث ورباع وسيدهم جبريل له ستمائة جناح يسد ما بين السماء والأرض وان لكل سماء ملائكة وان الملائكة مشغولون في عبادة ربهم جل جلاله قال صلى الله عليه وسلم : ( اطت السماء وحق لها أن تأط ) والأطيط صوت الرحل على الدابة ( اطت السماء وحق لها أن تأط ما فيها من موضع أربع أصابع إلا وفيها ملك راكع لله أو ساجد والبيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يتكررون إلى قيام الساعة وجهنم يؤتى بها يوم القيامة لها سبعون ألف زمام ( مقود تقاد به ) مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها وأن معنا أربع من الملائكة حفظة وكتبة لا يفارقوننا حتى الممات ليسلموننا لملك الموت ثم يسلمنا لملائكة السؤال في القبر ثم هكذا ما نزال نتنقل في عالم الملائكة حتى تتلقانا بإذن ربنا عند دخول الجنة إن ثبتنا وصدقنا وأخلصنا لربنا سبحانه وتعالى فيؤمنون بعالم الملائكة .
ويؤمنون بالكتب السماوية وان أشرفها وأكملها وهو الذي لم يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو الذي لم يتعرض للزيادة أو النقصان أو التحريف وهو المحفوظ بحفظ الله إلى أن يشاء الله وهو القرآن (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) .
ويؤمنون بأنبياء الله ورسله وان كل امة خلا فيها نبي ورسول (ولقد بعثنا في كل امة رسول أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) وان أفضلهم على الإطلاق وسيدهم وإمامهم وسيد ولد آدم هو محمد صلى الله عليه وسلم الذي تعبدنا ربنا بتصديقه في اخبر وطاعته في ما أمر واجتناب ما عنه نهى وزجر وان لا يعبد الله إلا بما شرع .
ويؤمنون باليوم الآخر وان هذه الدنيا ممر وان هناك يوم يأتي إليه العباد أوله الموت والقبر فروضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران ثم يمرون على تطاير الصحف ونصب الموازين ودنوا الشمس من الخلائق والوقوف بين يدي الله والمرور على الحوض والعبور على الصراط ويستقر بهم القرار فجار في النيران أو أبرار في الجنان .
ويؤمنون بالقضاء والقدر خيره وشره حلوه ومره وأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) ويؤمنون انه لو اجتمع الإنس والجن على أن ينفعوك أو يضروك ما نفعوك وما ضروك إلا بشيء كتبه الله جفت الأقلام ورفعت الصحف يؤمنون بالقضاء والقدر وان كل شيء قد كتبه الله قبل أن تخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة علمه ربنا وكتبه سبحانه وتعالى وهو بإرادته وبمشيئته وهو عالم به عز وجل فلا يخرج شيء من المقدور لا في الكون ولا في المخلوق لا يخرج شيء منها عن قدر الله وعن إرادته وان أقدار الله كلها خير ولو كانت بالنسبة للإنسان شر (وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) هو شر بالنسبة للمخلوق لكنه خير بالنسبة للرب المقدر سبحانه وتعالى ولو تأمل المخلوق فيما قدر عليه من مصائب وابتلاءات التي ظاهرها الشر لوجد فيها منحاً وفضائل وخيرات عاجلة وآجلة .
هذا الإيمان بهذه الأركان إذا استقر في قلب المؤمن والمؤمنة وأثمر نطقا بهذا الإيمان ينطق بالخير وأول ما ينطق به هو شهادة الحق التي هي الفيصل بين المسلمين والكافرين والتي من اجلها نصب الميزان وأقيم سوق الجنة والنار شهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا عبده ورسول.
فالإيمان اعتقاد في القلب ونطق باللسان ويشمل ذلك كل عبادة تكون من خلا ل اللسان كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله والإصلاح بين الناس وذكر الله وتلاوة القرآن والدعاء ونحو ذلك مما يتقرب به العباد إلى الله .
وعمل بالجوارح فليس بصادق من قال إني مؤمن بقلبي وجوارحه بعيدة عن الإيمان ومعالمه فلابد لمن كان مدعياً للإيمان بقلبه أن تكون جوارحه منقادة لأمر الله مطبقة لهذا الإيمان فالعين لا تنظر للحرام والسمع لا يسمع الحرام واللسان لا ينطق بالحرام وكل جارحة لا تمتد لما حرم الله.
فهذا العبد الذي حقق هذا الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالجوارح والأركان وحرص على زيادة الإيمان بالطاعات والقربات وتجنب ما يضعف الإيمان من المعاصي والموبقات إنه قد أتى بأول الطريق وإنه قد أتى بأعظم شرط من شروط الأمن التي نحرص عليها جميعا في هذا الوقت وفي غيره ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) آمنوا : حققوا الإيمان كانوا من أهل الإيمان إيمان صادقا بلا رياء ولا سمعة فأصبح القلب ليس فيه إلا الله لا يخافون من احد كخوف الله ولا يتوكلون على احد كتوكلهم على الله به يستعينون واليه يلجئون وبين يديه ينطرحون رجائهم فيه وتوكلهم عليه واعتمادهم به ويحسنون الظن بربهم سبحانه وتعالى في كل ما يقدره ويقضيه.
فهذا الإيمان إذا لم يلبسه صاحبه بظلم يعني لم يخلط معه ظلم لم يخلط مع هذا الإيمان شيء من الظلم وأعظم أنواع الظلم الشرك بالله جل جلاله كما قال لقمان وهو يعظ ابنه : ( بابني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) لماذا الشرك ظلم عظيم ؟ لأنه اعتداء على حق الله جل جلاله الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير اعتداء على حق الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ليس له شبيه ولا مثيل لا في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسماءه وصفاته ولا في ذاته سبحانه وتعالى فلا يظلمون لا يقعون في الشرك صغيره ولا كبيره قوليه أو فعليه أبدا فهم من ابعد الناس عن الشرك مهما كان صغيرا فالشرك على صغره أو على أجزاء منه صغيرة إلا انه أعظم من الكبائر كلها .
وكذلك من الظلم البدع لأنها اعتداء على السنة ولأن المبتدع يظلم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأن النبي مات ولم يتم لنا هذا الدين فيأتي الذي قد ابتدع ليقول بلسان حاله إن لم يقل ذلك بلسان مقاله أن في الدين نقص وأنا أكمله بهذه البدعة ينسى أو يتناسى قول ربنا جل وتعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) ونبينا صلى الله عليه وسلم لم يمت وطائر يطير بجناحيه إلا ترك لنا منه خبرا (تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي) فالدين كامل ولا يحق لأحد أن يضيف إضافات يستحسنها ليست على هدي النبي ولا على طريقته والله يقول (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) والله يقول (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) والله يقول ( فلا وربكم لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) .
والذنوب التي يواقعها الإنسان ظلم لنفسه فكم منا اليوم ظالم لنفسه بتلك الذنوب والمعاصي التي اقترفتها يداه أو نظرتها عيناه أو سمعتها أذناه أو نطق بها لسانه أو عملها في بيته أو عبر زوجه وأولاده كم منا اليوم ظالم لنفسه يبحث عن الأمن وقد ظلم نفسه بالذنوب والمعاصي .
وكذلك ظلم الآخرين كم منا اليوم إنسان يبحث أن يكون آمنا وقد ظلم الآخرين هذا كفيل يظلم عماله وهذا جار يظلم جيرانه وهذا قريب يظلم أقاربه وتجد منا اليوم من أكل حقوق الآخرين فضرب هذا أو سب هذا أو أكل مال هذا أو اعتدى على هذا فانى يجد هذا الظالم الذي اعتدى على الآخرين وعلى حقوقهم انى يجد الأمن والاستقرار.
فيا عبد الله يا أيها الأخ المبارك يا من تريد أن تكون آمنا مطمئنا إني ادعوا نفسي الضعيفة وأنفسكم الطيبة إلى أن نحقق الإيمان في حياتنا وان نجتنب الظلم بأنواعه فلا شرك ولا بدعة ولا معاصي في أنفسنا ولا اعتداء على حقوق الآخرين فأدي للآخرين حقوقهم فلا تجعل في رقبتك مظلمة لعبد من عباد الله رعاك الله إن هؤلاء الذين حققوا الإيمان وكانوا من اعدل الناس وبعيدين عن الظلم بأنواعه إنهم سوف يجدون الأمن وسوف يجدون الهداية في الدنيا والآخرة .
أي أمن ؟ هل هو الأمن الظاهري الحسي فقط ؟ الأمن في الأولاد والأموال ؟ هل هو الأمن في البلاد فقط ؟ لا بل هناك أمن أعظم من ذلك انه الأمن المعنوي الأمن الداخلي أمن القلوب فتصبح قلوبهم مطمئنة ونفوسهم ساكنة (الذين آمنوا وتطمأن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) فعلى قدر إيمانك وعلى قدر عدلك على قدر ما يعطيك الله من الأمن النفسي الأمن الداخلي ولو كنت فقيرا ولو كنت مريضا ولو كان لديك من النقائص ما الله به عليم ويعطيك الأمن الحسي في بيتك وعبر جيرانك وفي وظيفتك وفي متجرك وفي مجتمعك وداخل بلادك وخارجها .
نعم أيها الأخ الحبيب وليس الأمن في الدنيا فقط بل إن لأهل الإيمان والعدل أمن في الدنيا وأمن في القبر وأمن في الآخرة أمن في الدنيا وقد سبق وأمن في القبر قال ربنا جل جلاله (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) فهم في قبورهم آمنون عند السؤال لأنهم كانوا في الدنيا صادقون في الإيمان فيذهب الله عنهم كل فزع فلا يفزعون في الدنيا ولا يفزعون في القبر وكذلك يوم القيامة (وهم من فزع يومئذ آمنون) هم من فزع يوم القيامة في أمن فلا يفزعون إذا فزع الناس ولا يغتمون إذا اغتم الناس ولا يكربون إذا كرب الناس لماذا؟ لأن لديهم منسوب من الإيمان الصادق والعدل الذي بنوا عليه حياتهم إلى أن يلقوا ربهم سبحانه وتعالى والهداية الهداية في الدنيا لكل ما فيه سعادتك والهداية في الآخرة لدار الأمن الكبرى وهي الجنة إن أعظم امن على الإطلاق هو امن أهل الجنة في الجنة أن أهل الجنة في أعظم صور الأمن فلا يفزعون ولا يهتمون فلا يدركهم الكبر ولا يخشون من الهرم ولا ينتظرهم مرض ولا يخشون من الهرم ولا ينتظرهم مرض ولا يخشون من فراق ولا من كدر ولا من حزن ولا من مكدرات الدنيا ولا نواقصها فان أهل الجنة مطهرون من ذلك ومعصومون من كل نقص ومعصومون من كل شيء يكدر خواطرهم لأنهم في دار ما لا عين رأت وما لا أذن سمعت وما لا خطر على قلب بشر من أنواع النعيم والمسرات والتي منها الأمن والطمأنينة والاستقرار فتأمل هذه الآية تأمل هذه الآية وانظر فيها جيدا واقرأ في تفسيرها (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) فأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يزيدنا وإياكم أمنا وإيمانا اللهم زدنا في أنفسنا وفي بلادنا أمن وإيمانا وزد المسلمون في بلادهم في كل مكان أمنا وإيمانا اللهم زد المسلمون في كل مكان أمنا وإيمانا يا ذا الجلال والإكرام افزعوا للاستغفار فان عائشة رضي الله عنها تقول (نعم العبد الذي يأتي يوم القيامة وقد ملأت صحيفته استغفارا كثيرا) .

الحمد لله وكفى وصلى الله وسلم وبارك على عبده المصطفى ونبيه وخليله وحبيبه المجتبي ثم أما بعد
أيها الأحبة الكرام أيها الأخوة الفضلاء قد عرفنا كيف يكون الأمن وكلنا ذلك الحريص على الأمن رجال أمن أو غيرهم مواطنين ومقيمين كلنا ذلك العبد الذي يحرص أن يكون المجتمع آمنا مستقرا مطمئنا يغدوا المسلم في حاجته ويروح بكل سكينة وطمأنينة فلا قلق ولا فزع ولا خوف ولا اضطراب ولكن هنا مسألة أخرى مهمة إلا وهي من هم صناع الأمن في المجتمع؟ هل هم رجال الأمن فقط؟ إن لرجال الأمن جزء من صناعة الأمن ولكن هناك جزء ينبغي العناية به إنهم المصلحون انه العبد الصالح المصلح انه من صناع الأمن في المجتمع نعم إن هؤلاء الأخيار طلبة علم أو دعاة آمرين بالمعروف أو ناهين عن المنكر قائمين على مشاريع خيرية وإغاثات إنسانية ومشاريع دعوية أو حلق تحفيظ القرآن أو مراكز صيفية أو مراكز للقرآن نسائية أو غيرها من البرامج التوعوية إنهم صناع الأمن في المجتمع نعم إن هؤلاء هم صناع الأمن في المجتمع فعلى قدر عنايتنا بهؤلاء وعلى قدر دعائنا لهؤلاء وعلى قدر دفاعنا عن أعراض هؤلاء يكون امن المجتمع واستقراره بلا شك نعم إن المجتمع إذا كان مجتمعا صالحا عرف كل إنسان ما له وما عليه عبر القرآن والسنة عبر الدعوة والإصلاح عبر المشاريع الخيرية والإغاثية وحلق التحفيظ وغيرها فعرف كل إنسان ما له وما عليه وعرف قول النبي صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) ونحو ذلك من النصوص الدالة على الحفاظ على الأمن والتكاتف والتعاون وهذا لا يعرف إلا عبر المصلحين وعبر الدعاة وطلبة العلم والأخيار والأبرار وما أكثرهم في بلادنا كثر الله من سوادهم وجعلنا الله وإياكم منهم ومعهم فهؤلاء الأخيار هم صمام أمان المجتمع وهم عونا لرجال الأمن وغيرهم ممن يسعون في أمن المجتمع وفي صلاحه ولا تستمع أيها الأخ المبارك لا تستمع لأولئك الذين يحاولون أن يصطادوا في الماء العكر يحاولون أن يجعلوا من المصلحين أو من الدعاة أو من طلبة العلم يحاولون أن يجعلون منهم كتلا إرهابية لا يستقر المجتمع بوجودهم إذا وجد الخطأ من مجموعة أو من أشخاص فهم يحملون الخطأ ولا يتحمله كل الصالحون فإن لكل قاعدة شواذ القاعدة العامة أن المصلحون والأخيار هم صمام الأمن للمجتمع وإن وجد من هؤلاء الصالحين أو المصلحين من عثرت أقدامه وأخطأ في طريقه وكان سببا في زعزعة الأمن في جزء ما أو في مكان ما أو في وقت ما فلا يعمم الخطأ على الجميع لا يعمم الخطأ على الجميع فإني اشهد الله وملائكته وعباده المؤمنون بأني وإخواني من طلبة العلم والدعاة والأخيار والأبرار لا يهمنا إلا أمن المجتمع ولا يهمنا إلا استقرار المجتمع ولا يهمنا إلا طمأنينة الناس في هذه البلاد وفي غيرها مواطنين ومقيمين رجالا ونساءا وصغارا وكبارا فكلنا يد واحدة في أن يكون مجتمعنا مجتمع آمن مستقر مطمئن عبر الكتاب والسنة شباب ينشئون على الطاعة وكبار يكبرون على العبادة وهكذا تجد المجتمع مجتمع متكاتف قد عرف كل عبر الإيمان قد عرف كل ماله فأداه وما عليه فأخذه بكل أدب بغير ظلم للآخرين وبغير اعتداء على الآخرين قال صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) قال صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه) وقال صلى الله عليه وسلم (المسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) مجتمع متراحم فإن لم يقدر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويجل عالمنا فليس من هذا هو المجتمع الآمن الذي عرف حق الكبير فاحترمه وحق الصغير فرحمه وحق العالم فأجله هكذا نكون أيها الأحبة الكرام الله اسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلني وإياكم مصدر أمن وإيمان للبلاد والعباد .

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى يا حي يا قيوم أن تجعلنا جميعا مصدر أمن إيمان للبلاد والعباد اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجعلنا جميعا مصدر أمن وأمان للبلاد والعباد اللهم أمنا في ديارنا اللهم أمنا في ديارنا وأصلح اءمتنا وولاة أمورنا اللهم أمنا في ديارنا وأصلح اءمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا في عهد من خافك واتقاك يا ذا الجلال والإكرام اللهم أمنا في ديارنا اللهم نسألك الأمن في البلد ونسألك الإصلاح في الولد اللهم نسألك الأمن في البلد والإصلاح في الولد يا ذا الجلال والإكرام
اللهم نسألك عيش السعداء وميتة الشهداء والفوز بالجنة والنجاة من النار يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام اللهم الف على الحق بين قلوبنا اللهم الف على الحق بين قلوبنا واهدنا جميعا سبل السلام اللهم اهدنا جميعا سبل السلام واجعلنا متراحمين فيما بيننا واجعلنا رحماء فيما بيننا اللهم اجعل بيننا المودة والمحبة والتعاطف يا ذا الجلال والإكرام اللهم اجعلنا إخوان على الإيمان متآخين اللهم اجعلنا إخوان على الإيمان متآخين يا حي يا قيوم اللهم من أراد ببلادنا أو ببلاد المسلمين فسادا أو مكرا أو خيانة أو زعزعة للأمن فزعزع أركانه اللهم من أراد لبلادنا أو بلاد المسلمين فسادا أو مكرا أو خيانة أو زعزعة للأمن فزعزع أركانه اللهم اكشف مخططات الظالمين
اللهم اكشف مخططات الظالمين اللهم اكشف مخططات الظالمين الذين يريدون الفساد للبلاد والعباد يا ذا الجلال والإكرام اللهم اعز الإسلام والمسلمين اللهم انصر إخواننا المجاهدين الصادقين في كل مكان اللهم انصرهم في كل مكان اللهم احقن دمائهم وصن أعراضهم واحفظ كرامتهم وصوب رميتهم يا ذا الجلال والإكرام اللهم عليك باليهود والنصارى ومن أعانهم على حرب المسلمين اللهم عليك باليهود والنصارى ومن أعانهم على حرب المسلمين اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا اللهم فك أسرانا في كوبا وفي فلسطين وفي كل مكان اللهم فك أسرانا في كوبا وفي فلسطين وفي كل مكان يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

أيها الأحبة الكرام وفي يوم الجمعة ساعة للدعاء لا يوافقها عبد قائما يدعوا إلا استجاب الله له رجح كثير من العلماء أنها الساعة الأخيرة قبل المغرب فافزعوا في تلك الساعة بالدعاء والتضرع إلى الله كل بما في نفسه وما يحتاج إليه والله قريب سميع مجيب الدعاء وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر

ليست هناك تعليقات: